وجاء في نصّ البيان:
"يتقدم حزب الاتحاد السرياني بأحرّ التهاني بمناسبة قدوم عيد الميلاد المجيد إلى عموم المسيحيين في سوريا والعالم، متمنين من الله أن يعيده على الجميع، وخصوصاً على كل أبناء سوريا بالخيروالسلام والفرح، عيد ميلاد السيد يسوع المسيح هو ميلاد لرسالة المحبة والسلام بين الشعوب والأمم، وبميلاده أدركت الإنسانية ما معنى السلام الحقيقي، وما أهمية المحبة والتسامح والعيش الكريم، وما معنى التضحية بالذات من أجل تلك المفاهيم والقيم النبيلة.
يأتي العيد هذا العام، ومازالت آلة الحرب في سوريا دائرة، وتُخلّف ورائها الموت والدمار والتهجير للمدنيين الآمنين، وما يزيد الوضع سوءاً هو التدخلات الخارجية والتي تسعى إلى تحقيق مصالحها على حساب الشعب السوري، الذي مازال منذ أكثر من ثمان سنوات يدفع الثمن باهظاً.
ومع استمرار هذا الوضع المأساوي، ومع ابتعاد الأمل بالحل السياسي فهو يُنذر بالمزيد من السوء، وخصوصاً على شعبنا السرياني والآشوري والكلداني والمسيحي عموماً في سوريا، والذين هاجر الكثير منهم خارج البلاد، ومن بقي منهم يترقب بحذر، وآخرالمآسي التي ألمّت به كانت نتيجة العدوان التركي على مناطق شمال سوريا وبالأخص في رأس العين وتل أبيض، ونزوح قسري لهم من مناطقهم وكذلك كان الوضع مشابهاً لكل المُكونات الأخرى من تلك المناطق، حيث يعيشون في حالة يرثى لها في مناطق النزوح.
ومع استمرار مثل هذه التهديدات لمناطق أخرى، يجعل الوضع أكثر تعقيداً وخطراً على شعبنا، ويمثل تهديداً إذا استمر وجوده، فإن ما يحدث هو مخطط تحت أجندات احتلالية، يُهدف من خلاله ارتكاب أبشع الجرائم، وتغيير التركيبة السكانية للمنطقة.
في هذه المناسبة المجيدة، وبمناسبة حلول السنة الجديدة، نُهنئ كل أبناء شعبنا في سوريا، وجميع عوائل شهدائنا الأبرار، وكل المكونات الأخرى من مسلمين وإيزيديين من كرد وعرب وتركمان وأرمن وشيشان ونتمنى أن تكون سنة سلام وأمان لكل سوريا، كما نؤكد على ضرورة بذل كل الجهود من المجتمع الدولي ومن الأطراف السورية من أجل تغليب لغة الحوار والحل السلمي على لغة السلاح والقتل وسد الطرق لمن يريد استمرار الحرب، وأن نسعى إلى تكريس السلام المطلوب، والانطلاق نحو ميلاد جديد للمفاهيم البنّاءة والجامعة بدلاً من لغة التخوين، ورفض الآخر، ولنصل إلى بناء سوريا جديدة تكون لكل السوريين، وفق دستور ديمقراطي يكرّس للحريات والحقوق الفردية والجماعية".